إحالة خاطفي الفتى الخنسا على المحاكمة

أصدرت الهيئة الاتهامية في بيروت برئاسة القاضية سهير الحركة وعضوية المستشارين جوزف غنطوس وهاني حلمي الحجار قرارها الاتهامي بحق المتهمين الأربعة عبد الناصر حسن المقداد وخالد أسعد شيخو وابراهيم علي الأحمد وأحمد علي الأحمد الذين اشتركوا في خطف الفتى القاصر امين جهاد الخنسا (14 عاما) ومطالبة والده بفدية قدرها مليون ونصف المليون دولار.
وأحالت الهيئة المذكورين الأربعة امام محكمة الجنايات للمحاكمة بعدما طلبت لهم عقوبة السجن من خمس سنوات والتي تصل في حدها الأقصى الى السجن المؤبد، كما اصدرت مذكرة القاء القبض بحقهم.
ويروي القرار تفاصيل عملية الخطف، وما سبقها من تخطيط بين المتهمين وكيفية العثور على الفتى بعد 3 ايام و3 ليال على اختطافه، والقاء القبض على الفاعلين.
وأورد القرار ان عبد الناصر حسن المقداد كان يمر بضائقة مالية وقد صار الاتفاق في ما بينه وبين ابراهيم الأحمد وخالد شيخو على اختطاف القاصر امين جهاد الخنسا (مواليد 1995) ومطالبة والد هذا الأخير بفدية مالية قدرها مليون وخمسماية الف دولار اميركي واقتسامها في ما بينهم، وانه انفاذا لهذا الاتفاق عمد خالد شيخو وابراهيم الأحمد بتاريخ 26 و27/3/2009 الى مراقبة محيط محل سكن القاصر المذكور الكائن في محلة طريق المطار ـ حي فرحات، بناية الخنساء ورصد تحركاته وذلك بسيارة الاول نوع رينو 9 حمراء اللون.
وصباح يوم الاثنين الواقع في 30/3/2009، توجه ابراهيم الأحمد وخالد شيخو على متن سيارة جيب نوع غراند شيروكي لون كحلي، مستأجرة من عبد الناصر المقداد، الى محيط سكن القاصر المذكور، وما ان نزل هذا الأخير من منزله بحدود الساعة السابعة الا خمس دقائق حتى عمد خالد شيخو الى اصعاده قسراً الى المقعد الخلفي من سيارة الجيب المشار اليها بعدما ساعده ابراهيم في ذلك، ثم انطلقا به الى منزل في خراج بلدة عاليه مستأجر من ابراهيم في الوقت الذي كان فيه خالد ممسكاً بالقاصر على المقعد الخلفي والذي صار تكبيل يديه ورجليه وفمه بشريط لاصق وتخديره دون ان يغيب عن الوعي في حين تولى ابراهيم قيادة سيارة الجيب.
وبعد وصولهم برفقة القاصر الى المنزل عمدوا الى تمديد القاصر على سرير احدى غرف النوم ثم عمد ابراهيم الى اصطحاب عبد الناصر المقداد الى المنزل في عاليه حيث بقي هذا الأخير مع القاصر في حين توجه ابراهيم وخالد الى منطقة البقاع وتولى الثاني الاتصال هاتفياً بوالد القاصر من خلال هاتف للعموم بواسطة بطاقة "تلكارت" كان زوده بها عبد الناصر، وقال للوالد بلهجة بعلبكية ما حرفيته "ابنك امين معنا وبدك تدفع مليون ونصف دولار وبعدان منحكي معك"، وانه في اليوم التالي اشترى خالد وابراهيم المذكوران جنازير حديدية وعمدا الى تثبيت يدي ورجلي القاصر المخطوف بواسطتها بزوايا السرير الاربع بعدما كان سبق لهما ان أوثقا رجليه ويديه بحبل نايلون لون أحمر، كما وضعا "برنيطة" من الصوف على وجهه لمنعه من رؤيتهما وشال من الصوف حول عنقه وذلك بعدما عمدا الى تبديل ملابسه التي كان قد تبول فيها من الخوف، وقد عمد خالد الى الاتصال مجدداً بوالد القاصر ومطالبته بالفدية، كما عمد عبد الناصر المقداد ايضا الى الاتصال هاتفيا بوالدة هذا الأخير بحدود الساعة العاشرة الا ربعاً من مساء الأربعاء الواقع فيه 1/4/2009 من هاتف للعموم في مدينة زحلة والقول لها بالحرف الواحد: "ما بدك ابنك وين المصاري؟" وبعدما اعلمته ان المال جاهز قال لها: "الجمعة الصبح".
وتمكنت القوى الأمنية فجر يوم الخميس الواقع فيه 2/4/2009 من مداهمة المنزل الذي كان محتجزاً فيه القاصر وتحريره ومن القاء القبض على عبد الناصر المقداد الذي كان هناك وذلك بعدما كان سبق ان تم توقيف خالد شيخو وابراهيم الأحمد باشارة القضاء المختص واعترفا بفعلتهما، وثم ضبط حبل نايلون لون احمر وشريط لاصق عرضه 5 سنتم و"كلسات" نسائي نايلون وأربع قطع من جنزير حديدي احداها بطول 3 أمتار مع قفلين وقناع لون اسود وشال من الصوف وكفوف وقارورتي دواء مخدر بخاخ احداهما فارغة.
وبالتحقيق مع عبد الناصر المقداد الذي اعترف صراحة بفعلته وبأنه استعمل الجوارب النسائية لاقفال فم القاصر كي يستطيع التنفس دون الكلام، كما اعترف بأنه صار اعطاء القاصر دواء مخدراً للحيلولة دون ازعاجهم. وتبين ان احمد علي الأحمد شقيق ابراهيم يقيم في البناء نفسه الذي يقطن فيه ذوو القاصر المخطوف، وهو على معرفة وشقيقه المذكور بوالد القاصر، وبتفتيش منزله عثر على شريط لاصق لون اسود من نفس نوع الشريط الذي ضبط في المنزل حيث كان القاصر محتجزاً فيه. وبالتحقيق الاستنطاقي، اشار القاصر امين الخنساء الى ان خاطفيه كانوا يعطونه حبة دواء صباحا وأخرى مساء وقد اعترف عبد الناصر المقداد وخالد شيخو وابراهيم الأحمد بما اسند اليهم، في حين نفى احمد الأحمد صحة ما نسب اليه الا انه عاد لاحقاً وتوارى عن الأنظار.