"المهرجان التراثي الثاني" في كفرصير: تذكير الشباب بمأكولات الأجداد

حلت المأكولات التراثية كالرشتاية والمنسف وكبة الحيلة وغمورة البندورة والبقلة ضيفة على سفرة العشاء القروي في "المهرجان التراثي الثاني" الذي تنظمه بلدية كفرصير، بعدما غابت عن المطبخ الجنوبي لتقتصر على كبار السن. كما أقبل الشباب على تذوق الاطباق القديمة في تأكيد لأهمية التراث في يومنا هذا.
والمهرجان الذي غلب عليه الطابع القديم أعاد الحياة القديمة بكل جوانبها من بيت الضيعة ببساطته وجمالية مكوناته او بمحتوياته، ففيه الكوارة لحفظ الحبوب والمونة و"عليقة المونة" لحفظ الطعام، الى الفانوس والسراج، او عبر الطبخات القديمة اذ كانت ربات المنزل يتشاركن في اعدادها وتبادلها.
وفي باحة ملعب المدرسة الرسمية تهافت الاهالي للمشاركة في تناول "الهريسة" الشعبية وكذلك "القلبة" او القمح المسلوق التي تؤكل مع السكر وجوز الهند. ولم يفت المنظمين تذكير الجيل الشاب بأهمية كل عادة من عادات أهلنا وأهميتها ومنها المأكولات القديمة لما فيها من فائدة للجسم. فهي من نتاج "الحاقورة" كما تقول الحاجة أم علي التي قدمت المجدرة وبقلة الكوسا فيما شاطرتها أم حسين المنسوفة والحاجة شملكان كبة الحيلة بالشراب. كما حضرت على المائدة القروية المنزّلة ومعها العجة والمشاطيح وخبز المرقوق.
وقال رئيس بلدية كفرصير وحيد سبيتي ان المعرض التراثي "هو بمثابة متنفس وعودة الى الماضي الجميل، فأبينا إلا ان يكون بيت الضيعة حاضرا بما يمثله من مكانة مهمة، ففيه ذكريات الماضي ومنه نعتمد على الذات"، لافتا الى ان مركز التصنيع الزراعي عرض منتجاته "التي تلقى رواجا من قبل الاهالي إذ ان مكوناته من نتاج البلدة"، مشيرا الى ان اعداد المأكولات التراثية تم بالتعاون مع نساء البلدة اللواتي قدمن مأكولات غابت عن التداول.
ورأت المشرفة على اعداد المأكولات خاتون سكافي ان الهدف من اقامة العشاء القروي "تقديم مأكولات أجدادنا لكي لا ينساها الجيل الشاب، فنذكرهم بها ونطبعها في أذهانهم وبالتالي نعيد إحياءها سنة بعد أخرى".
وتخلل المعرض الذي أعد له بالتعاون بين البلدية والجمعيات الاهلية ومركز الشؤون الاجتماعية معرض صور تحية للجيش ولشهداء المجازر الاسرائيلية الى حلقات الدبكة الشعبية والفولكلوية والمبارزات الشعرية.