أرشيف الأخبار

تحدثت صحف تركية أمس عن تعهد الحكومة اتباع "طريق ديموقراطي" وايجاد توافق عام لإنهاء التمرد الكردي، في اجتماع نادر انعقد في وزارة الداخلية وضمّ الوزير بشير اتالاي و15 صحافياً بارزاً السبت واستمر خمس ساعات.
وجاء في بيان صدر عقب الاجتماع: "اعرب (المجتمعون) عن اعتقادهم في ان حل المشاكل الرئيسية ممكن بالطريق الديموقراطي... وان الارادة السياسية والتوافق الاجتماعي امران مهمان".
وكتب حسن جمال في صحيفة "ميلييت" ان المقترحات التي طرحها اتالاي خلال الاجتماع، فتحت حواراً مع المفكرين والناشطين الاكراد، لإقناع "حزب العمال الكردستاني" بمغادرة المناطق الجبلية في شمال العراق والعودة إلى تركيا.
وقال جنكيز جاندار من صحيفة "راديكال"، الذي شارك في الاجتماع، إن المسؤولين اشاروا إلى ان الحكومة ستتخذ اجراء ملموساً في غضون "أشهر قليلة".
والاسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ان الحكومة ستمنح نحو 12 مليون كردي في البلاد مزيداً من الحقوق، وتمد يدها الى أحزاب المعارضة وجماعات اخرى للتوصل "الى نموذج تركي" لتسوية النزاع مع "حزب العمال الكردستاني".
بيد ان الحكومة لم تضع اطاراً زمنياً، ولم تدل بتفاصيل تذكر عن خطتها لإقناع الحزب بالقاء السلاح، لانهاء النزاع الذي احبط جهود تركيا لتنفيذ شروط الاتحاد الاوروبي المتعلقة بحقوق الانسان من أجل الانضمام إليه.
ولا تزال تركيا تستبعد اجراء مفاوضات مباشرة مع "حزب العمال الكردستاني" او إصدار عفو عام عن أعضاء الحزب، الذي تصفه بأنه منظمة ارهابية، شأنها في ذلك شأن الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة.
وكان الحزب قد اعلن انه يريد عفواً غير مشروط عن الاعضاء البارزين فيه قبل ان يسلم سلاحه. وسبق لوكلاء زعيمه المسجون عبد الله اوج الان ان قالوا إن الاخير سيعلن "خريطة طريق" لانهاء النزاع في 15 آب الذي يوافق الذكرى الـ25 لبدء التمرد.
وتراجعت أعمال العنف منذ ادانة اوج الان بالخيانة عام 1999، ولكن لا يزال المتمردون يشنون هجمات على اهداف عسكرية من وقت الى آخر.
واغارت الطائرات التركية تكراراً على قواعد الحزب في شمال العراق في السنتين الاخيرتين.
وفي الوقت عينه اوردت صحيفة "وطن" ان حزب الشعب الجمهوري المعارض صاغ مقترحات تشمل عفواً شاملاً او جزئياً عن مقاتلي الحزب واصلاحات دستورية في ما يتعلق بالمواطنة، وتعليم اللغة الكردية في المدارس، وحكم ذاتي للحكومات المحلية في جنوب شرق تركيا الذي تقطنه غالبية كردية.