يعد قطاع تربية النحل في منطقتي راشيا والبقاع الغربي من القطاعات الأساسية التي ترتكز عليها معيشة مئات العائلات وتأمين مصدر رزقها، حيث تعود علاقة بعض العائلات بتربية النحل إلى أكثر من مئتي سنة، وورث الأحفاد المهنة عن الأجداد والآباء. لكن هذه الثروة مهددة إذا لم تبادر وزارة الزراعة إلى إنقاذ ما تبقى من هذا القطاع في المنطقة، ومواجهة الأخطار التي تجتاح الخلايا، التي تتعرض لغزو ملكات من انواع جديدة خصوصا الملكات الأوروبية والآسيوية من جنسيات مختلفة، الأمر الذي يضعف جودة الإنتاج المحلي نتيجة التهجين غير المدروس، وتفشي امراض جديدة، مع غياب الارشاد والرقابة، وعدم تزويد المربين بالأدوية المطلوبة، فضلاً عن انتشارعشرات الأنواع من الأدوية بين أيدي المزارعين، ما يؤثر بشكل سلبي في قطاع النحل في لبنان.
ومنذ تسعينيات القرن الماضي، تطور قطاع تربية النحل في منطقتي راشيا والبقاع الغربي تطورا ًلافتاً وسريعا،ً بعدما أنشئت عشرات المشاريع الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، حتى فاق عدد القفران الثمانية آلاف قفير، تنتج سنويا ً حوالي 250 طناً من العسل.
رئيس الجمعية المتحدة لتعاونيات مربي النحل في لبنان سهيل إبراهيم القضماني وأحد كبار المربين، يرى أن قطاع تربية النحل توسعت دائرته في السنوات العشرين الأخيرة، عبر إنشاء عشرات المشاريع الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، التي تنتج العسل بالأطنان، ويتم تسويقه في الاسواق المحلية، ويصدر قسم منه الى الخارج، لافتا ًالى أن بعض النحالين بات يمتلك خبرة واسعة قد تفوق خبرة الإخصائيين، حتى انه قادر على تربية ملكات مؤصلة، تفوق بأهميتها الملكات الإيطالية والفرنسية او الأندونيسية، التي قد لا تتناسب أحيانا مع مناخ لبنان وتربته ومزروعاته وطبيعة الطقس فيه.
وقال القضماني ان منطقة البقاع مجتمعة "تنتج نحو 500 طن سنويا من العسل وسعر الكيلو يراوح بين 25 و30 ألف ليرة تبعا لجودته وخلوه من السكر ومواد أخرى"، معتبراً ان السوق اللبنانية قادرة على استهلاك أكثر من ألف طن سنويا، ولفت إلى اهمية القرار الجريء الذي اتخذته الدولة لحماية هذا القطاع من المضاربة في السوق المحلية، بحيث فرضت ضريبة على الكلغ العسل المستورد تقدر بثمانية آلاف ليرة، ويرى ان أخطر ما يهدد القطاع استخدام المبيدات لرش الأعشاب من قبل المزارعين بشكل عشوائي، وتزايد هذه الظاهرة بسرعة هائلة في ظل لا مبالاة المراجع المختصة في وزارة الزراعة، واضاف " لكن خطراً أخر يتهدد القطاع هو استيراد ملكات النحل من دول متعددة دون رقابة لمعرفة نوعية هذه الملكات وخلوها من الأمراض التي بدأت تتفشى بشكل غير مسبوق في قفران النحل"، داعياً إلى ضبط هذه المسألة وحماية السلالة اللبنانية من غزو الملكات الأجنبيات، أو تكثيف الرقابة وإجراء الفحوص المخبرية اللازمة واتخاذ الإجراءات الملائمة.
وأوضح القضماني أن الجمعية المتحدة التي تضم 15 جمعية تعاونية من كل المحافظات، تسعى لإنشاء مركز تأصيل وإنتاج سلالة ملكية ذات جودة عالية بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائي (يو. ان. دي.بي) ومنتدى نحّالي حوض المتوسط ، على اعتبار أنهم أعضاء في المنتدى.
وطالب وزارة الزراعة باتخاذ بعض القرارات التي تحمي قطاع النحل في لبنان وتساعد المزارعين.
واعتبر مربي النحل باسم أبو معروف، أن المرض الذي أصاب مناحلهم ناتج عن هذه الحشرة التي تعتبر من ألد أعداء النحل، حيث تتكاثر داخل نخاريب بيوض النحل وتبيض عليها، وتلتصق بأفراد النحل، وفي حين لا يعمر ذكر الحشرة أكثر من إسبوعين، تعيش أنثاه حوالي الشهر في موسم العمل، وستة أشهر في الشتاء، وتتغذى على دم النحل أو بيضه وقال "هذا الأمر ينعكس على أفراد الخلية وإنتاجها أيضا، كما أنه ينهك البيض داخل النخروب ويجعل من النحلة قزمة فاقدة للكثير من أعضائها الجوانح، والأرجل، أو غير ذلك".
اثنين | ثلاثاء | أربعاء | خميس | جمعة | سبت | أحد |
---|---|---|---|---|---|---|
28 | 29 | 30 | 31 | 1 | 2 | 3 |
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 1 |