50 مليون دولار قرضاً سعودياً ميسّراً لاستكمال أوتوستراد بيروت ـ دمشق

تبلغ وزير المال محمد شطح، أمس، من السفير السعودي علي عواض عسيري أن حكومة المملكة العربية السعودية وافقت على أن تقدم للبنان قرضاً ميسّراً "يقارب المنحة"، بقيمة 50 مليون دولار، دعماً لمشروع استكمال الطريق الدولية بين بيروت ودمشق.
وقال عسيري على اثر لقائه شطح في مكتبه، إن زيارته "ليست مجرد مجاملة". وأضاف "لقد كنت حريصاً، منذ وصولي الى لبنان، ان اتعرف الى الوزير وان استمع الى نصائحه في شأن كيفية تنمية العلاقات بين البلدين وخصوصا العلاقات المؤسساتية التي نسعى الى تطويرها بين كل الاجهزة الحكومية في لبنان والأجهزة الحكومية في المملكة العربية السعودية، وايضا في ما يتعلق بالقطاع الخاص".
وتابع "كنت فخورا جدا بان اقدّم إليه في لقائنا موافقة حكومة المملكة العربية السعودية على دعم مشروع أوتوستراد بيروت ـ دمشق بمبلغ 50 مليون دولار، وذلك امتداداً للعلاقة المميزة بين المملكة ولبنان وتجسيداً لها، وامتداداً للدعم السعودي للحكومة اللبنانية". وشدد على أن هذه الخطوة "تعكس التزام المملكة الاستمرار في دعم لبنان والحكومة اللبنانية"، آملاً في "أن تنمو العلاقة بين كل المؤسسات في البلدين لتكون هذه العلاقة افضل وأسمى وارقى من الماضي".
وأشار السفير الى أنه تطرق مع الوزير شطح "الى الكثير من سبل التعاون بين البلدين في المجال المالي وكيفية الارتقاء بالعلاقة بين الحكومتين، بحيث تصل فوائدها الى الشعبين". وأضاف "ما قدمته إليه يعكس تماماً التزام المملكة ان تبقى دائماً مع لبنان وان تدعم لبنان ومسيرة استقرار لبنان ووحدته، وهذا كان وسيظل الموقف السعودي الدائم".
ولاحظ أن "لبنان على الطريق الصحيح، ونتمنى رؤية لبنان موحداً وقوياً ومستقراً". وأبدى سروره بمجيء "الكثير من السياح السعوديين الى لبنان"، معتبراً أن "هذا يعكس الثقة بالحكومة اللبنانية وبالشعب اللبناني وباستقرار لبنان".
شطح
أما شطح، الذي أشار الى أن السفير سلمه رسالة من وزير المال السعودي ابراهيم العساف، فشكر للمملكة مبادرتها، موضحاً أن المساعدة هي عبارة عن "قرض ميسّر بفائدة مخفوضة جدا هي 2 في المئة على 20 سنة، أي انه قرض يقارب المنحة، وهو سيسهّل تنفيذ طريق حيوي للبنان، سواء داخلياً أو للتواصل مع الخارج".
واذ ذكّر شطح بأن "المساعدة السعودية للبنان تتخطى ما أعلن اليوم"، شدد على أن "هذه المساعدة مهمة لان المواصلات في لبنان ربما من اهم العوائق امام ازدهار لبنان بمختلف مناطقه، وهي عنصر اساسي في ازدهار لبنان". وأضاف "نأمل ان يساهم هذا الأوتوستراد الذي يربط لبنان بالعالم العربي واستطراداً ببقية العالم، في تعزيز تجارتنا وسياحتنا ويساهم في التنمية الاقتصادية في كل انحاء لبنان".
واعتبر شطح أن "ثمة عاطفة وعلاقات ايجابية جدا بين لبنان والمملكة، وهذه الايجابية تتخطى ربما العاطفة المتبادلة الى المصالح المشتركة، فازدهار لبنان هو ايضا مصلحة عربية ومصلحة للملكة".
وأضاف "نحن على يقين بأن الفترة المقبلة ستشهد تعزيزاً لعلاقات هي اصلاً ممتازة، وستشتد امتيازا وايجابية بنواحيها كافة، الاقتصادية منها والمالية والبشرية والسياسية". ورداً على سؤال عن رأيه في التطورات المتعلقة بعملية تأليف الحكومة، قال شطح "من الواضح اننا على الطريق الصحيح، وما تحقق حتى الآن ايجابي جدا، اذ كرّسنا مبادئ مهمة واستبعدنا كذلك مبادئ سيئة، فليس لدينا الحصة المعطلة، ولدينا في المقابل تأكيد لدور الرئيس كضامن للوحدة وللدستور وهذه نقطة مهمة يمكننا الانطلاق منها الى تفاصيل تأليف الحكومة". واضاف "مما سمعته من رئيس الجمهورية الذي التقيته صباح اليوم (أمس) ومن الرئيس المكلف، ثمة نظرة ايجابية لما تم التوصل اليه، وثمة توقعات ايجابية في شأن تاليف الحكومة".
من جهة ثانية، استقبل شطح سفير الدانمارك لدى لبنان يان توب كريستانسن، وبحث معه في مسائل تتعلق بالتعاون والعلاقات الثنائية بين البلدين.