أغضبت وزارة المعارف الاسرائيلية الاقلية العربية بقرارها تدريس النشيد الوطني الاسرائيلي الزاميا في المدارس بما في ذلك المدارس العربية داخل اسرائيل. واعتبر عرب اسرائيل هذا القرار "اغتصابا" لهوية الطلاب العرب.
وكانت وزارة المعارف الاسرائيلية قررت في 22 تموز فرض تدريس النشيد الوطني الاسرائيلي في المدارس بما في ذلك المدارس العربية. وقالت في بيان إن "هتكفا" (الامل) او النشيد الوطني الاسرائيلي "يوسع المدارك والجوانب التاريخية والثقافة الموسيقية".
وأوضح وزير المعارف الاسرائيلي جدعون ساعر ان النشيد "تعبير عن توق الشعب اليهودي الى الحرية السيادية على ارض اسرائيل واعتقد انها طريقة ممتازة لربط الشباب على اساس تعزيز قيمنا ورموز هويتنا القومية".
وردت رئيسة لجنة المتابعة العربية لقضايا التعليم للعرب هالة اسبنيولي: "نحن من ناحية مبدئية ضد تعلم هتكفا واي محاولة لفرض النشيد على المدارس العربية والطلاب العرب ستكون محاولة لاغتصاب هوية الطلاب العرب". واضافت ان "مضامين هتكفا عنصرية وليس فيها اي ذكر لنا"، متسائلة "لماذا يتعين على طلابنا ان يتعلموا مضامين هتكفا ويقفوا اجلالا لها عند سماعها؟... نحن نعارض بشدة مثل هذه المبادرات التي تعمق اغتراب الطلاب والمعلمين العرب"، مشيرة الى انها ستعقد "لقاء قريبا مع وزير المعارف" الاسرائيلي. ودعت الى "احترام الخصوصية الثقافية والوطنية لـ25 في المئة من الطلاب في الدولة واحترام حقهم في تربية تتلاءم وواقعهم كجزء من مواطني الدولة وكجزء من الشعب العربي الفلسطيني ايضا".
واكد عضو الكنيست عفو اغبارية عن الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة التي يرئسها محمد بركة وتحتل اربعة مقاعد في الكنيست انه "لن نسمح بأن يمر هذا المشروع ونعمل على تثقيف اولادنا عن توق شعبنا الفلسطيني الى الحرية ايضا". واضاف ان "المجالس العربية لن تسمح بتدريس هذه المادة وسنستجوب الوزير في هذا الموضوع".
اما رئيس بلدية سخنين مازن غنايم فتساءل: "اذا كان هذا النشيد لليهود فقط فلماذا على العرب تعلمه... عندما يكون النشيد يعبر عن طموحات الشعبين ويذكرنا عندها نتعلمه... عندما كنا نخرج (مع فريق سخنين لتمثيل اسرائيل في مباريات كرة القدم كان الوضع دائماً صعباً، فما ان ينطلق نشيد هتكفا حتى يبتعد اعضاء الفريق العرب عن المكان". واشار الى انه "كنا نتلقى وابلاً من النقد والهجوم في الصحافة الاسرائيلية". واكد ان "مثل هذا المشروع لن يمر".
ويشمل تدريس النشيد "مجموعة قيم هتكفا" التي تضم كتاباً وقرصين مدمجين تضم 40 تسجيلاً تاريخياً نادراً للنشيد الوطني الاسرائيلي.
وذكر جدعون ساعر ان النشيد يصف مسيرة "الامل" منذ معسكرات الاعتقال حتى اعلان الدولة ومن قاعات الحفلات الموسيقية حتى موسيقى الروك المحلية.
وصرحت الناطقة باسم وزارة المعارف الاسرائيلية حاجيت كوهين بأن "الوزارة اقرت التعليم الالزامي لنشيد هاتكفا في المدارس العربية واليهودية لتعلم النشيد وتاريخه وسماعه، لكن انشاده ليس الزاميا".
وكتب نشيد "هتكفا" نفتالي هيرتس ايمبر، وهو شاعر يهودي من شرق اوروبا، خلال زيارة للقدس للتضامن مع الحركة الصهيونية، وصدرت النسخة الاولى من هذه القصيدة في القدس في 1886. وعام 1933 تبنت الحركة الصهيونية البيتين الاولين من القصيدة بعد تعديلهما قليلاً وصار نشيداً وطنياً غير رسمي لدولة اسرائيل في 1948. وفي 2004 اعلنت الكنيست "هتكفا" نشيداً وطنياً رسمياً لدولة اسرائيل.
وكان الوزير ساعر نفسه اعلن الاسبوع الماضي ان تعبير "النكبة"، الذي يدل على قيام دولة اسرائيل عام 1948 وتهجير الفلسطينيين من مدنهم وقراهم، سيشطب من الكتب المدرسية المخصصة للعرب الاسرائيليين.
ويبلغ عدد العرب الاسرائيليين اكثر 1,2 مليون نسمة من اصل ما مجموعه سبعة ملايين نسمة في اسرائيل. وهؤلاء العرب هم ابناء واحفاد 160 الف فلسطيني بقوا في اراضيهم بعد قيام دولة اسرائيل عام 1948.
اثنين | ثلاثاء | أربعاء | خميس | جمعة | سبت | أحد |
---|---|---|---|---|---|---|
28 | 29 | 30 | 31 | 1 | 2 | 3 |
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 1 |