صفا في «يوم الأسير»: أبطال التحرير ليسوا أجراء ومياومين

أحيا مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب، ذكرى يوم الأسير اللبناني، في احتفال أقامه في «بيت الأسير اللبناني» في دير سريان، مذكراً بتحرر ما يقارب ثمانية آلاف أسير وأسيرة لبنانية من السجون الإسرائيلية من العام 1982 وحتى تموز 2008.
وأعلن الأمين العام للمركز، محمد صفا، أن يوم الأسير اللبناني هو يوم وطني محفور في الذاكرة، نتذكر فيه جرائم الإحتلال وزجه آلاف اللبنانيين والفلسطينيين في معتقلات أنصار والخيام والسجون الإسرائيلية الأخرى، كما نتذكر المقاومه الوطنيه من خلف القضبان، فكانت عمليات الهروب والانتفاضات في معتقلي أنصار والخيام.
ورأى أن ملف المعتقلين ما زال مفتوحاً ما دام هناك أسرى مفقودين وجثامين شهداء في مقابر الاحتلال، «ولا يحق لأي حكومة أن تقفل ذلك الملف الإنساني الكبير». وانتقد الاهمال الرسمي بحق الأسرى، إذ «اختصرت الحكومات والمجالس النيابية قضيتهم بتعويضات مادية مهينة لكرامة الأسير وتضحياته وعاملهم القانون 364 كإجراء ومياومين وليس كأبطال تحرير، ووسام الأسير الذي أقر منذ العام 2001 ما زال نائماً في الأدراج الرسمية».
ورأى أن «المقاومة انتصرت وفشلت في آن واحد، انتصرت عندما أرغمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي، على الانسحاب من الاراضي اللبنانية من دون اتفاقية مذلة، لكنها في الوقت نفسه، فشلت بكل أطيافها في أن توظف ذلك الانتصار لتوحيد البلاد، كما فشلت في أن تكون برنامجاً للتغيير السياسي والاجتماعي».
وقال: إن تضحيات الأسرى والمقاومين لا يمكن صيانتها إلا بالوحدة الوطنية الحقيقية، معتبراً أن السلاح وحده لا يحمي المقاومة، إنما يحميها الوطن الموحد، الخالي من كل الانقسامات الطائفية والمذهبية، والنضال من أجل لقمة العيش والكتاب والدواء والماء والكهرباء، ومقاومة البطالة والهجرة، والالتزام بمبادئ حقوق الإنسان ومناهضة العنف والتعذيب.
ورأى أن يوم الأسير سيبقى دعوة راهنة وثابته للتضامن مع آلاف المعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الاسرائيلية، ومن أجل كشف مصير المفقودين أينما كانوا سواء في سوريا أو اسرائيل وللتضامن مع كافة نشطاء الرأي والضمير في السـجون العربية، مذكرا بالأسير جورج إبراهيم عبد الله القابع في السجون الفرنسية وبالإمام موسى الصدر والشيخ محمد يعقوب وعباس بدر الدين.
من جهة ثانية، زار وفد من الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين والهيئة الوطنية للمعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية، رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان، وبحث معه في الشؤون الصحية للاسرى المحررين التي توقفت ما يقارب الثلاث سنوات، نتيجة الظروف التي مرت بها البلاد، بسبب عدم توافر الموازنة السنوية المقررة للمجلس.
وأوضح قبلان للوفد مباشرة المجلس العمل بالتقديمات الصحية، ضمن الآليات التي كانت معتمدة سابقا، بالاضافة إلى صرف بقية المستحقات المالية للاسرى المحررين في عملية الرضوان الأخيرة.